قفزة السعودية في تنافسية المواهب- رؤية نحو الصدارة العالمية

المؤلف: منى العتيبي11.20.2025
قفزة السعودية في تنافسية المواهب- رؤية نحو الصدارة العالمية

تتبوأ المملكة العربية السعودية مرتبة مرموقة، حيث أحرزت المركز الثاني والثلاثين عالميًا في قائمة الدول الأكثر تنافسية وجاذبية للاستثمار في مجال الكفاءات والمواهب، مسجلة بذلك ارتقاءً ملحوظًا بأربعة مراكز عن التصنيف السابق. هذا الإنجاز الملحوظ ما هو إلا تأكيد قاطع على النمو المتسارع والتطور المتنامي الذي يشهده الاستثمار في الطاقات البشرية المبدعة داخل المملكة العربية السعودية، وذلك وفقًا لتقرير تصنيف المواهب العالمية IMD لعام 2024.

إن الطموح السعودي لا يقتنع بأقل من الريادة والصدارة المطلقة، ولا يرضى بغير المركز الأول؛ لذلك، ومع الجهود الحثيثة والمثمرة التي تبذل في إطار رؤية المملكة الطموحة، فإني على يقين بأن هذا الهدف النبيل سيتحقق قريبًا. تحقيقًا لهذه الغاية السامية، أرى أن المرحلة المقبلة تتطلب تركيزًا مضاعفًا على رعاية المواهب الشابة، خصوصًا أننا نمتلك بيئة محفزة وثرية قادرة على احتضان تلك الطاقات وتوجيهها نحو آفاق أرحب، وتصديرها إلى العالم، فضلاً عن استثمارها الأمثل داخل الوطن. وبرهانًا ساطعًا على ذلك، نجد أن المملكة قد تبوأت صدارة الدول العربية في مؤشرات الذكاء الاصطناعي والابتكار والاستثمار، محققة قفزة نوعية بصعودها سبعة عشر مركزًا دفعة واحدة على المستوى العالمي، من المرتبة الحادية والثلاثين إلى المرتبة الرابعة عشر، وغيرها من الإنجازات الكبيرة التي تبعث على الفخر والاعتزاز.

ويرتكز الوصول إلى الطليعة في هذا الميدان، في نظري، على توثيق التعاون المثمر بين الأوساط الأكاديمية والصناعية، سواء كانت شركات عملاقة أو مؤسسات ناشئة واعدة. يجب أن يبدأ هذا التعاون البناء حتى قبل تخرج الطلاب، وأن يشمل توفير برامج إرشادية متخصصة للمؤسسين والمبتكرين، تساعدهم على صقل مهاراتهم، وتحقيق طموحاتهم المنشودة، والتوسع في تعزيز الشراكات بين الشركات والجامعات؛ لتحفيز الابتكار والإبداع، وتوفير فرص تدريبية قيمة. كما يجب تشجيع المشاريع الرائدة التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، بهدف استقطاب الكفاءات الشابة المهتمة بقضايا الاستدامة والبيئة، إضافة إلى تقديم حوافز ضريبية جاذبة واعتماد قوانين مرنة لتشجيع تأسيس الشركات الناشئة وجذب المبتكرين من جميع أنحاء العالم.

وختامًا، تواصل المملكة العربية السعودية اليوم مسيرتها الحثيثة بخطى واثقة وثابتة نحو تحقيق أهدافها الطموحة في التقدم والازدهار في شتى المجالات، ولا سيما في مجال الاستثمار في المواهب والابتكار. تجدر الإشارة إلى أن هذه الإنجازات المذهلة تأتي في صميم رؤية 2030، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كنموذج عالمي رائد في التطور والابتكار. لذلك، يجب علينا جميعًا أن نعمل بروح الفريق الواحد في سباق مع الزمن؛ من أجل تجاوز التوقعات وتخطي حدود الممكن.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة